[في يوم من الايام و في احد الازمان التقى شخصان متعادييان كل منهما متعادل للآخر و كلاهما آداة يستخدمها البشر أحدهما يسطر احلى العبر والآخر احبه الجميع في الصغر والكبر فإن اردت ان تعرفهما فاستمع الى حوارهما
الكتاب : اني انا الكتاب الفني الكتّاب لأغذي الألباب بالعلوم والعجاب فأقبلوا يا صحاب
التلفاز ان تنادي بالصديق فان صدرك سيضيق و قد تصاب بجفاف الريق قصوتك اصبح كالنعيق
الكتاب:ومن تكون يا هذا , يا من بكلامك تتمادى تتجافى
التلفاز : وهل هناك من لايعرفني؟ هل هناك من يجهلني ؟ انا صديق الناس و مشغل الحساس فبرامجي كالمساج تريح
مختلف الاجناس فانا التلفاز
الكتاب:لا و الله يا تلفاز .. فلقد خدعت البشر و اعميت البصر فنسوا بك المفيد من الكتب و ما ينار به العقل و تاهو وراك يا
آداة الشر يا جالب الضرر
التلفاز:و لكن قارءك قليل , تصيبهم بالعلل و تشعرهم بالملل الا قلة من البشر
الكتاب:ابد ا.. ابدا .. فمنذ اقدم العصور من عهد الديناصور و الخليفة المنصور كنت اثير العقول بالعلوم والفنون و انقلها عبر القرون و الهضاب و السهول و اجوب هذا الكون المعمور و الناس في ديارهم جالسون
التلفاز:لعل ما قلت صحيح لكنك نعلم يا فصيح انني عندما اصيح الكل يسرع كالريح , ليشاه المليح و القبيح و يجلس على كرسيه المريح الى ان يسمع الديك يصيح
الكتاب:اني لأعرف ما تبث من ضرر و ما افضعها من صور تهدم معاني الفكر و تنقل حضارة الفجر, وكل اهداف الكفر , علمتهم شرب الخمر, وترك الحجاب و نزع الستر , معاني الرذيلة لمواكبة العصر.
التلفاز:ربما اصبت ولكني قد رأيت البشر يسعون لجلبي الى البيت مهما زاد سعري و غليت , وانت ختى لو أمامهم ظهرت فلن يشتريك لا الولد ولا البنت حتى لو رخصت و بنصف قرش صرت فلن يشتروك قط
الكتاب: هجرني الكثير و صحبني القليل و لكني ما زلت اهدي العلم المنير لكل عقل فهيم و ان كان التلفاز قد اغوى بعض الناس و ابعدهم عن الكتاب فعلهم يهتدون واى الصواب يرجعون و عن مصلحتهم بيحثون